يعتقد الجميع ، بأن الجنون حالة معروفة تتركز في جماعة معينة تجدهم فقط في المصحات النفسية
جماعة زَهد الناس بهم ، فألقوهم في مصحة نفسية أو لنقل في " معتقل " خاص بهم .
بالنسبة لي ، أرى الجنون يُصنف إلى نوعين إثنين :
1- الجنون الأيجابي
2- الجنون السلبي
جميع البشر يمتلكون العقل الذي وهبه الله إياهم، وهذا ما يفرق بن آدم عن سائر المخلوقات والحيوانات ،
فيستطيع الإنسان بالعقل أن يُفرق بين الأمور ويختار الاحسن بينها .
لكن ، وكما الجميع يعلم أن العقل قاصر ، أو لنقول إنه عقل " مؤطر " لا يدرك أو يستوعب كُل ما يدور
بالحياة والكون والخلق وما وراءها جميعها ..
فبهذا نصل إلى رأي ، بأن العقل لا يدرك كُل ما يدور .
إذاً ..
لو شاء الأنسان أن يعلم ما يدور ، وحاول استكشاف ما يجري ..
وقام بإبداء نظرياته وآراءه حول هذه الأشياء ..
سيتهمه الناس بالـ " جنون " ، لأنه يقول كلاماً هم لا يرونه ولا يدركونه اساساً !
( كمثال .. )
أنا أبكي وأنوح وأشق جيبي وألطم وجهي على شخص " ذُبح " منذ 1370 عاماً !
ولا زالت مع مرور الزمن ، تزداد بقلبي حسرت مصابة ولوعة رزئه ..
أنا لا زلت أتقطع ألماً لأني بعيدٌ عن بقعة أرض اسمها " كربلاء " ..
فهناك مدفن لشخص أعتنقته رباً " للحب " ..
انا إنسان لم أرَ ذاك المدفون بكربلاء ، ولم أحضر ساعة قتله ..
لكنني أبكي بكاء الثكلى لفراقه ، و " أطبر " رأسي مواساةً لألمه !
حتماً سأكون بنظر الناس مجنوناً !
لماذا ؟
لأن عقل الإنسان " مؤطر " ، عقل الأنسان لا يقبل بأي شيء لا يفهمه !
ومصاب الحسين شيء غير عادي ، هو شيء " إعجازي " بحت !
لا تدركه الأبصار ولا تفهمه العقول !
( انتهى المثال )
فالجنون الإيجابي بالنسبة لي يتلخص بسطر واحد :
- محاولة الإنسان لأدارك بعض الأمور الخفية التي لا يستطيع الأناس العاديين أو العقول البسيطة إداركها .
أما الجنون السلبي ..
فهو تعطيل عمل العقل ، سواءً كان من الولادة أو من صدمة حياتية ..
فهذا الجنون يُسمى بالـ " خَبَلْ " .
وهؤلاء كما ورد بالشريعة الإسلامية هم يُرفع عنهم " القلم " ولا تُسجل مساويهم و حسناتهم .
×××
قصيدة جميلة بقلم / مهدي جناح الكاظمي
وبصوت المبدع / باسم الكربلائي
" إني المجنون ، مجنون الحسين "