.jpg)
حقاً إني الآن على يقين تام، بأن الحسين عليه السلام قد ضَرَبَ بمصابِهِ كُلَ العاداتِ والتقاليد المتبعة عرض الحائط، وأَنْفَرَدَ بشخصه وذاته عن الجميع، فسلامٌ على من بكى عليه ساعة مولده رسول الله، وناحت عليه الزهراء، وجَزَعْ له جبرائيل والحشد العظيم !
يعتقد الجميع ، بأن الجنون حالة معروفة تتركز في جماعة معينة تجدهم فقط في المصحات النفسية
جماعة زَهد الناس بهم ، فألقوهم في مصحة نفسية أو لنقل في " معتقل " خاص بهم .
بالنسبة لي ، أرى الجنون يُصنف إلى نوعين إثنين :
1- الجنون الأيجابي
2- الجنون السلبي
جميع البشر يمتلكون العقل الذي وهبه الله إياهم، وهذا ما يفرق بن آدم عن سائر المخلوقات والحيوانات ،
فيستطيع الإنسان بالعقل أن يُفرق بين الأمور ويختار الاحسن بينها .
لكن ، وكما الجميع يعلم أن العقل قاصر ، أو لنقول إنه عقل " مؤطر " لا يدرك أو يستوعب كُل ما يدور
بالحياة والكون والخلق وما وراءها جميعها ..
فبهذا نصل إلى رأي ، بأن العقل لا يدرك كُل ما يدور .
إذاً ..
لو شاء الأنسان أن يعلم ما يدور ، وحاول استكشاف ما يجري ..
وقام بإبداء نظرياته وآراءه حول هذه الأشياء ..
سيتهمه الناس بالـ " جنون " ، لأنه يقول كلاماً هم لا يرونه ولا يدركونه اساساً !
( كمثال .. )
أنا أبكي وأنوح وأشق جيبي وألطم وجهي على شخص " ذُبح " منذ 1370 عاماً !
ولا زالت مع مرور الزمن ، تزداد بقلبي حسرت مصابة ولوعة رزئه ..
أنا لا زلت أتقطع ألماً لأني بعيدٌ عن بقعة أرض اسمها " كربلاء " ..
فهناك مدفن لشخص أعتنقته رباً " للحب " ..
انا إنسان لم أرَ ذاك المدفون بكربلاء ، ولم أحضر ساعة قتله ..
لكنني أبكي بكاء الثكلى لفراقه ، و " أطبر " رأسي مواساةً لألمه !
حتماً سأكون بنظر الناس مجنوناً !
لماذا ؟
لأن عقل الإنسان " مؤطر " ، عقل الأنسان لا يقبل بأي شيء لا يفهمه !
ومصاب الحسين شيء غير عادي ، هو شيء " إعجازي " بحت !
لا تدركه الأبصار ولا تفهمه العقول !
( انتهى المثال )
فالجنون الإيجابي بالنسبة لي يتلخص بسطر واحد :
- محاولة الإنسان لأدارك بعض الأمور الخفية التي لا يستطيع الأناس العاديين أو العقول البسيطة إداركها .
أما الجنون السلبي ..
فهو تعطيل عمل العقل ، سواءً كان من الولادة أو من صدمة حياتية ..
فهذا الجنون يُسمى بالـ " خَبَلْ " .
وهؤلاء كما ورد بالشريعة الإسلامية هم يُرفع عنهم " القلم " ولا تُسجل مساويهم و حسناتهم .
×××
قصيدة جميلة بقلم / مهدي جناح الكاظمي
وبصوت المبدع / باسم الكربلائي
" إني المجنون ، مجنون الحسين "